ضيــــــــاع الحب ..؟!!

في يوم من أيام شهري مايو ولدت للحياة طفلة صغيرة اسمها نرجس فتاة
جميلة لا يضاهى بجمالها القمر ولا يوصفه شعر ..
نرجس فتاة محبوبة من قبل الأهل ليس لمالها ولا لدلالها
وإنما محبوبة بحسن أخلاقها وطيب كلامها..
ترعرعت نرجس وسط أولاد وبنات أهلها وبالأخص أولاد الخال ..
تلعب وتلهو معهم ..
تمر الأيام وتمضي السنين ، كبرت نرجس وجمالها زاد أكثر وأكثر .
انتقلت للمرحلة الجامعية بدأت تستعين بابن خالها اسمه ( فيصل) يكبرها
بخمس سنين تستعين به في شرح المحاضرات لها.
تمر ليالي الاختبارات وفيصل يذاكر لنرجس ..اعتبرته أخ مقرب لها أكثر من
أخوانها لأنه دائما" يقف معها بكل شيء حتى وقت مرضها يكون بالقرب
منها ..
كانت تلاحظ كلام عيون فيصل ولا تسمع سؤ السكوت .
اعتادت نرجس الذهاب إلى المزرعة كل يوم الساعة الثالثة ظهرا" كانت
تجلس تحت شجرة ألغاف الكبيرة التى نبتت لوحدها ..تنظر لها باستغراب
وتتسأل كيف تستطيع هذه الشجرة الصمود ..

بعد ما تنتهي من تسألاتها تجلس وتخرج كراسة رسمها تبدأ برسم كل ما تراه عينها
ولا تنتبه إلا وفيصل يجلس أمامها ..تبتسم له..
يطلب منها أن ترسمه وكل مرة يكرر ارسميني مثل ما تراه عينيكي .
دائما" ترسمه لا ترفض له طلب ابد وكل رسمه ترسمها له يحتفظ بها بعد ما
يكتب عليها تاريخ يوم رسمه.
بعدها ينتقلون ويذهبون لي إسطبل الخيول يأخذ كل واحدا" منهم فرس
يمتطونها ويسابقون الرياح معها
لميس هذا اسم خيل نرجس و الأشهب اسم فرس فيصل ، بعدما ينتهون
وينهكون يرجعون ويجلسون تحت الشجر لفترة قصيرة يتجادلون من سبق
من..كانت نرجس دائما تغلب فيصل أو قد يكون فيصل هو من يتعمد
لجعل نرجس تسبقه كل يوم يسعد لرئتها فرحا.
يمر الوقت عليهم وهم يضحكون ويتكلمون حتى موعد غروب الشمس بعدها
يرجعون للبيت ، وقتها يتمنى فيصل لو يطول النهار أكثر وأكثر ليظل جالس مع نرجس
يستمتع بحديثها وشغبها ونكتها يرتاح قلبه عندما يراها سعيدة مبتسمة الوجه
وقتها يتمنى لو يخبرها ماذا يخبي لها من كلام لم يستطيع البوح لها بشيء لأن نرجس تناديه أخي الكبير يحزن لسماعة هذه الكلمة يصرخ داخل أعماقه توقفي فأنا أحبك تتردد صرخاته فلا يوجد لها صدى ..
والذي يجعله يرتاح أكثر عندما يرى أمه تعامل نرجس كواحدة من بناتها لا تفرق بينها وبين بناتها تعودت نرجس على منادتها أمي .
جاء اليوم الذي أعلن تميز فيصل بدراسة حصل على ممتاز مع..............

جاء اليوم الذي أعلن تميز فيصل بدراسة حصل على ممتاز مع
مرتبة الشرف بالجامعة كان فيصل قد أنها دراسة الماجستير بالمحاماة .
أول شخص يبلغه بنجاحه هي نرجس لأنه يعمل بترقبها الملهوف للخبر
قال لها : نرجس هذه المرة لم افلح فكل شيء لم يأتي لصالحي
ردت عليه بصوت حزين يعني لم تحصل على الامتياز هذا العام ..
سكت فيصل بعد سماع صوتها الحزين لم يستطع الاستمرار بالمزاح وإنما أعترف لها بنجاحه
فرحت نرجس كثيرا" زفت له أجمل التهاني و أهدته أجمل الهدايا التي اعتادت أن تهدية مثلها كل عام .

أراد فيصل أن يغتنم الفرصة ويخبر نرجس عن حبه لها لم
يستطع التعبير عما يريد القول ولم يستطع تجميع قوى حتى تنطلق
بها كلماته .
ظل ليالي وليالي وهو يفكر كيف يبدا بالكلام معها وكيف يفصح عما بداخله ..
أرتقب اليوم الذي سوف يأتي ويخبرها عما يكنه قلبه لها من حب ....

ورتقبوا الجزء الثاني

عندما يأس من المحاولة لاجئ إلى أخ نرجس الكبير

( فهد ) أخبره بمكانة نرجس بقلبه وأنه يتمنى أن تكون بقربة وطلب يدها منه.

لم يرفض الأخ طلب ابن الخال لما يرا من معاملة

حسنة وأخلاق طيبة من فيصل ليس فقط لنرجس

وإنما للجميع ..

وعده بأن يكلمها ويسمع رائها بالموضوع ..

أغتنم الأخ الفرصة عندما كانت نرجس تجلس

لوحدها بالغرفة أستأذن بالحديث معها أذنت له ..

تكلم معها بشغب وبعدها بمرح وطلب منها أن تجيبه

على سؤال سوف يطرحه عليها.

وافقت نرجس على طلبه

فقال لها : لو بيوم تقدم لج إنسان محترم الكل يعرف

أخلاقة وصفاته ومحبوب من قبل الكل هل توافقين

عليه .

ردت نرجس وبكل قوة أكيد سوف أوافق عليه وهذا

ما أتمناه حقا"

رد عليها الأخ وإذا تقدم لك ابن خالي فيصل هل

توافقين.

قالت : ولكن فيصل أخي وأريد أن أحتفظ بمشاعر

الأخوة له ..لا أريد أن أخسره بيوم من الأيام بسبب

ظروف الزواج ومشاكل الزواج التي تخلق بين

الزوجين.

نظرت نرجس لموضوع الزواج بمنظور آخر ..

ونظرت له بداخلها بمنظور حزين.. لم ترد البوح به

أمام أخيها..فقط كانت تتوقع حصول شيء لو تقدم

شاب لطلب يدها ما هو هذا الشيء ؟!!!

سكت الأخ وبعدها أخبرها بأن فيصل قد تقدم

لخطبتها وأنه يكن لها حب عميق منذ الصغر..وقال :

نرجس حب فيصل واضح والكل يعلم به ..لا اصدق

أن كنتي لا تعلمين فحبه واضح وضوح الشمس

وطلب منها أن تفكر قبل أن تصدر قرارها وأنه

سوف يسمع منها الرد بعد ثلاثة أيام

ولا مجال للنقاش الآن.

ذهب وترك نرجس وترك شكوكها تؤكد لها حب

فيصل فقد كانت تلاحظ حبه الصامت ولكن لم تتوقع

طلب يدها لزواج لأنه يعرف بمشاعر نرجس اتجاهه

ظلت لفترة طويلة صامتة .

بعدها انتبهت لصوت فيصل يقول أين نرجس كانت

تسرع له عند مناداتها وتقول هاهي نرجس قد

قدمت .. ولكن هذه المرة ارتعدت قليلا" وحاولت

الخروج ولكن لم تستطع ظلت ساكنة مكانها لم

تستطع الخروج طلبت من أختها أمل أخبار فيصل

بأن نرجس نائمة .

ذهبت أختها وقالت له: فيصل نرجس نائمة

رد عليها الوقت مازال مبكر هل تحس بتعب ؟

أخبرته بأنها كانت تريد النوم ونامت لا تشعر بأي

تعب .

قال : هل أنتي متأكدة ؟

قالت : نعم وذهبت عنه.

وقف لفترة ومن ثم خرج من البيت والكثير من

التساؤلات برأسه ..!

رجع باليوم الثاني وسأل عنها أخبروه أنها ليست

بالبيت فقد خرجت مع صديقاتها ولكن نرجس غير

معتادة بالخروج من المنزل وبوقت متأخر ..

أتى اليوم الثالث وفيصل يموت شوقا" لرئتها كرر

سؤاله أين نرجس

ردت عليه أمل هي تستحم الآن

قال إذن سوف أنتظرها أريد أن اسلم عليها .

ردت عليه لا تتعب حالك قالت سوف تنام .

استغرب فيصل من تصرفاتها أخذ الهاتف وظل

يتصل بها

كان الهاتف مغلق ...!!!

لما نرجس تغلق هاتفها وهي بالبيت .؟؟؟؟؟؟

يأس فيصل من المحاولة من جديد وترك الهاتف على

جنب حاول النوم لم يستطع

حاول وحاول وحاول..

كيف ينام من كان قلبه يملاه الحب .. كيف ينام

وأفكاره كلها تتكلم عن رفض نرجس الواضح ف

التكلم معه.

جلس يسمع أغنية عراقية اسمها ( كثر مشتاق )

كثر مشتاج لو تدري

كثر مشتاج ياعمري

أبوس عيونك الحلوة

وأضم صدرك على صدري

صبرت هوااااي أشوفك جاااااي

ليلة من العمر رايد أنا وياك نتلاقاء

وجلك شوفها عيوني على شوفك مشتاقة

كافي غياب جليبي ذاب

حبيبي ويا نظر عيني

يا أحلى أيامي وسنين

يا روحي ويا بعد عمري

فراقك حيل ما ذيني

مع ظهور نهاري اليوم الرابع وبتحديد في تمام

الساعة السابعة صباحا" توجه مباشرة إلى ابن عمته

أخ نرجس كان يمشي بخطوات مجنونة ولهفة

محزونة دخل لبيت عمته وتوجه لغرفة فهد لم يلقي

السلام حتى على عمته .

غلق باب الغرفة واخذ يوقظ فهد ويهزه من كتفه فهد

فهد أصحا يكفيك نوم

فتح فهد عينه بخوف ما الذي يحدث استغرب قدوم

فيصل سأله خير ما بك

قال : له هل أخبرت نرجس بطلبي

رد عليه لحظة لحظة دعني أفتح عيني صرخ فيصل

بوجه رد علي هل أخبرتها

قال نعم نعم لقد أخبرتها..

رد فيصل وبصوت حزين الآن عرفت سبب رفضها

بالتكلم معي

أخبره فهد بأنها حتى الآن تفكر دعها ولا تشغل

بالك ..ولكل شخص الحق بالتفكير

رد عليه فيصل وأنا معك بكل كلمة تقولها ولكن لما

ترفض رويتي ؟

قال والكسل يغمض عيني فهد أنت تعرف البنات

يتدلعون كثير أنتظر فقط.

ولكن فيصل لم يهدى له بال ظل مع فهد حتى سمع

صوت نرجس بصالة الجلوس

خرج مسرع وقال صباح الخير نرجستي

ألتفت عليه نرجس وابتسمت له وقالت صباح النور

لعلها بردها هذا أعادت له الحياة من جديد وبدأ الدم

يتدفق بشرايينه التي كانت أن تجف والسبب عدم

رويته لنرجس بعدها طلبت منه الإفطار معهم

هنا لا مبرر لرفض وافق بسرعة .

ظل ينظر لها ويلاحظ أن عيون نرجس لا ترتفع

لتراه قال : بداخله لعلها خجله مني

سألها عن أحوالها ؟

ردت عليه بكلمة واحدة ( بخير )

رجع وسألها عن عملها ؟

ونفس الرد لم يتغير

وقف فيصل ولم تطلب منه الجلوس لفترة أطول يقول

بداخله يؤه ما بك اطلبي مني أجلس أنتظر

ونتظر ..هنا عادت الشكوك لنفسه

أستأذن منها بالخروج فقالت حسن الله معك.

ورتقبوا الجزء الثالث

خرج من البيت وكأن سكاكين غرزت بصدره لم يصدق أن نرجس ترفض
حتى أن تكلمه حبس نفسه بالبيت لم يخرج منه إلا للعمل فقط يمر يومه وهوه
جالس بغرفته
ظل على هذه الحال أسبوع ..الجميع افتقد فيصل والكل بدأ يتسألون ما باله
ولماذا هو منطوي هكذا..!!!
في هذه الأثنا كانت نرجس تتألم لفقدان أخيها فيصل ولا تعرف كيف ترجعه أخ من جديد.
كان أخيها فهد مرة معها ومرة مع فيصل أقنع نرجس كثيرا" بالموافقة وكل
ردودها رفض منها لفيصل..لم يعلم سر رفضها فقط كانت تردد أنها تكن له
مشاعر أخويه وأنها لا تريد أن تخسره ولكن قلب نرجس يقول شيء" آخر ..
لم تستطع تحمل فراق فيصل استعانت بصديقتها ( أفراح )
كانت تتكلم معها عبر الشبكة العنكبوتية ( النت )
أخبرتها بطلب ابن خالها وأخبرتها أنها لاتكن له سؤ مشاعر الأخوة
ولكن رد أفراح كان عكس ما كانت تنتظره نرجس
قالت لها مدام تكنين له حب أخوي مع مرور الوقت سوف تتحول المشاعر
إلى حب غرامي وأنا أرى أن فيصل شاب جميل وخلوق لا ينقصه اي شيء
توكلي وقبلي به
ردت عليها ولكن كيف لا أقدر
أفراح بل تقدرين من النادر أن نجد بهذا الزمن شاب بمثل مواصفات فيصل

حبيبتي أفراح سوف أخبركي لما أنا أرفض
أفراح حسن أخبريني
نرجس أحس بشفقة كبيرة من فيصل لي وأنه طلب يدي بسبب رحمته
وشفقته علي وأنا لا أريد هذه المشاعر .
يا نرجس تأكدي من فيصل اسأليه هل صحيح ما تقولين أم لا

نرجس ولكن كيف سأسأله
خلص أجعلي أخيكي يسأله
سوف أحاول
يا نرجس اسألي لا تحاولي فيصل لا يعوض ابد
وقتها بدأت مشاعر آخرى تنفتح بقلب نرجس ربما قد تكون مشاعر حب
دون أن تعلم بها

ورتقبوا الجزء الثالث

طلبت من أخيها فهد أن يسأل فيصل ويتأكد منه هل يحب نرجس حب لا
يحمل أي شفقة أو رحمة لظروفها الصحية.
لم يرفض طلبها توجه لفيصل بسؤال
فكان جوابه أخرج صورة من محفظته فيها نرجس وفيصل عندما كان عمره خمس سنوات ونرجس لم تتعدى الشهرين

أحتفظ بها كبرهان لحبه لها ..أي طفل يستطيع أن يحتفظ بصورة ولو قديمة
كذكرى خالدة له .. وفتح له خزانته التي يحتفظ بجميع رسومات نرجس له
فيها ..وشريطه حمرا ربطتها بيده وقالت له هذي شريطة الحب هدية مني لك..
تأكد فهد من جديد بأن فيصل يكن لها محبة لا توصف ابد.
أخبر نرجس بكل ما رأى وأقنعها من جديد..
ابتسمت وقالت أريد أن أتكلم معه أخذت الهاتف وظلت تبحث عن رقم فيصل
التى تحفظه عن ظهر غيب ولكن بهذه الأثناء نسيت كل شيء.. من أول رنة
هاتف رفع فيصل السامعة وتكلم بلهفة المشتاق ولوعت المفارق وحنين
المغترب .. بعدها ردت عليه نرجس وقالت: هل أنت متأكد من طلبك ليدي ..فقال: ولما لا أتأكد وقلبي معك
وجميع أفكاري لك..
قالت لهذه الدرجة تحبني وأنا لا أعرف ..
قال :
لو يستطيع قلبي أن يبوح عن حبي لك لنطق ..
لو تستطيعين قرأت أفكاري لوجدتها كلها كتب عليها نرجس
لو تسمعين همسات كلامي كلها تنطق نرجس
لو تلاحظين الصور التي بداخل عيني كلها صور نرجس
فأنا أعترف لكي الآن بحبي لك منذ الصغر وإلى الآن لم استطع أن أنظر لغيركي
فجأة ساد الهدوء المكالمة ..
سمع بكاء نرجس لم يعرف ماذا يفعل بكى معها
بكى الاثنين حب لبعض وبعدها طلب من نرجس أن تسكت وتضحك له ضحكتها الطفولية التي كانت تعلنها كل دقيقة له.

ضحكت ولكن الضحكة كانت ملونة بالبكاء..طلب أن يلتقي بها تحت شجرت الغاف بالمزرعة..
ذهبت نرجس إلى هناك وجدت فيصل قد سبقها بالوصول ويحمل لها وردة حمراء
مد يده لسلام عليها .. لم تقدر مد يدها خجلن منه كانت نظرتها للأسفل فقط..

طلب منها مرارا" أن ترفع عينيها وتراه وقال إذا لم ترفعي عينك سوف اهدي الوردة لفتاة أخرى غيرك ماذا تقولين..
أحمرت وجنتيها خجلا جمعت كل قواها لرفع رأسها ..رفعته بصعوبة كبيرة لم تكن تشعر بها من قبل.

أعطاها الوردة أمسكتها ويديها ترتجف ..أمسك فيصل بيديها وقال لا أريدك
أن تخجلي مني عودي مثل ما كنتي من قبل بعدها سألها أين كراسة رسمك ..
قالت لم أحظرها معي.
سألها لما لم تحظريها اليوم..؟
ردت عليه وبكل قوة أريد أن أحتفظ بصورتك في عيني كنت تأخذ كل رسمه ارسمها ..واليوم الرسمه لي أنا ..
يالا روعة كلامها ويالا رقة وعذوبة ردها عليه سكت لبره ومن ثم نطق بكلمة (أحبك )
نرجس قوليها أريد أن اسمعها منكي ..رفضت ..وطلبت منه أن يتقدم لها
بشكل رسمي وبعدها سوف تنطقها له كل يوم..
فقال : نرجس أرحمي قلبي المعذب بحبك أنطقيها الآن نرجس دعيها تتردد
في مسمعي فأنا صادق بحبي أنطقيها وبعد سوف أتوجه مباشرة لطلب يدك ولكن والدك مسافر.
نطقتها بصوت مهزوز قال لم اسمعها كرريها ..كررتها ( أحبك أحبك )
وقتها لم يشعر فيصل أنه يقف على قدميه حس وكأنه يطير من الفرح يحلق بالسماء كعصفور فرح..
بعدها جلس كل منهما يعيد ذكرياته الطفولية قال لها : تذكرين عندما قرر
أهلك السفر رفظتي أن تسافري مع أهلك من دوني قالت أجل أذكر وقتها
أبي وافق على سفرك وكانت من أجمل الرحلات التي ذهبتها ..
وأنت أتذكر عندما تذهب لسوق لا تعود إلا وبيدك آيس كريم لي ..نعم أذكر وإلى الآن أحظر لكي ..ضحك الاثنين كثير ..
وعند غروب الشمس كالمعتاد يعودان للبيت ولكن هذه المرة كانت العودة صعبة بنسبة
لهما كيف يفارقان بعض ومتى سوف يأتي الغد ليلتقيا من جديد ..

رجعا للبيت لم تمضي ساعة إلا وكل واحد منهم يمسك هاتفه للاتصال بلآخرى

ظل يكلمان بعض لمدة طويلة بل لساعات طويلة ..استمرا على هذه الحال لمدة شهر مدة كافيه لتعلق كل منها بالآخر ..
عاد أبو نرجس من السفر وقتها قرر فيصل أن يتقدم لطلب يد نرجس وأن يخبر والده وأمه حتى يذهبا معه لطلب يد نرجس..
أخبر والدة فرح له كثيرا" ضمه على صدره وقال له كنت أتمنى أن تكون نرجس من نصيبك ..
ولكن أم فيصل ............
كان لها رأي آخر أنتظر فيصل طويلا" لمعرفة رأي أمه وموافقتها على زواجه
جاء ردها كصاعقة ضربت على صدره رفضت أم فيصل زواجة من نرجس
صرخ بأعلى صوته لماذا لماذا ...؟؟؟!!!
أنتي تحبينها وتعتبرينها أبنتك مالذي يجعلك الآن تغيرين يرائك فيها
ردت عليه كلمت خالتك وحجزت بنتها زينب فأنا أريد ابنت خالتك لك وليس نرجس
ولكن أنا اخترت نرجس وليس زينب نرجس من أحب ونرجس من سوف أتزوج
غضبت منه أمه وقالت لن تتزوجها ولو انطبقت السماء على الأرض فأنا
خطبت أبنت خالتك لك ولن أتراجع عن كلمتي .
جن جنونه لم يعرف ماذا يفعل خاف أن تسمع نرجس كلام أمة توجه إلى
ابيه مسرعا" أبي أنت موافق أليس كذالك رد عليه الأب أجل أنا موافق دعنا ننتظر قليل
ربما تغير من رائها .
ولكن كيف ينتظر وقد وعد نرجس بالقدوم لطلب يدها الليلة كيف ينتظر
ويعرف رأي أمة وقراراتها الصارمة.
يعرف إذا قالت شيء من المستحيل رفض طلبها ومن الصعب تغير رأيها بسهولة..
وافق الأب لذهاب معه وأخذ عمه أيضاء الذي هو يعتبر خال نرجس..
ومن شدة فرح فيصل خرج من البيت وهو يرتدي بيجامة النوم وتجه
مسرعا" لسيارة ضحك أخوانه وأخواته وعمه عليه وعندما أنتبه لما
يضحكون خجل منهم وأسرع لتغير ملابسه لم يعرف ماذا يرتدي صعب عليه الأختيار ..
اتصل بنرجس يسألها ماذا ارتدي ضحكت عليه وقالت كل ملابسك جميلة ..

قال لالا قولي..
أختارت له ملابس العيد وهي تضحك رد عليها سوف ارتدي ملا بس العيد..

ولكن اي عيد ضحكت وضحكت الوقت كان منتصف الصيف والعيد بعيد ..
نرجس سوف ارتدي اي شيء وانتظريني فأنا قادما" الآن لخطبتك ..
خجلت منه وتركت الهاتف..

دخلا لبيت عمته كان فيصل متشوق لسماع كلمة موافق ..كالمعتاد جلس
الرجال يأخذون علوم بعض ويتكلمون بأمور أخر وفيصل يرتقب وقلبه يخفق بسرعة
لم يستطع الانتظار نادا والدة أبي لما نحن هنا ضحك الجميع عليه وقال الأب أجل أجل لقد نسيناك .
نحن قدمنا وكلنا أمل بأن نوثق العلاقة الأسرية بيننا جينا لطلب يد ابنتكم الكريمة نرجس لوالدي فيصل

رد والد نرجس على بركة الله وأحنا وين راح نحصل شاب أحسن من
فيصل خلونا نشاور البنت ونرد عليكم أن شاء الله.
توجة والد نرجس لسؤالها ..أخبرها بطلب خالها
ردت عليه دعني أفكر وافق الأب على طلبها وأخبرهم أنها تريد أن تفكر
ونحن نعرف أن لكل فتاة الحق في التفكير قبل صدور القرار.
مر أسبوع ونرجس تفكر
ولكن مالذي جعل نرجس تطيل التفكير وفيصل يعلم أنها موافقة عليه .

رجعت الشكوك تلعب برأسه وأول هذه الشكوك ذهبت إلى أمة سألها أمي هل تحبينني حقا"
قالت أتوجد أم لا تحب ولدها ..
أمي هل أنتي السبب في تأخر قرار نرجس ..
قالت أجل :
أمي لماذا الآن قلتي بأنكي تحبيني إلا تريدين لي السعادة وأن أعيش مع الزوجة التي يختارها قلبي وأختارها أنا بنفسي
قالت أجل
ولكن نرجس غير مناسبة لك..فهي مريضة وظروفها الصحية لا تسمح لها بتحمل
المسؤولية ولا تسمح لها بإنجاب أطفال معافين لك..
وقف فيصل وصرخ بوجه أمة ما لذي تقوليه لما أنتي هكذا لما تتكلمين عنها وبكل قسوة لما تجرحين مشاعري بكلماتك..
فأنا لنرجس ونرجس لي مهما فكرتي ومهما عملتي ... لن أكون مثلك ومثل تفكيرك ابد.
أترفضينها لمرضها أترفضينها لحكم القدر عليها أترفضينها لأنني أحببتها .. ولكن
الفقر دم الذي تعاني منه لا يمنعها من الزواج أعرف الكثير من الأشخاص يعانون منه ومتزوجون وحياتهم مستقره .
أمي أنا أحترمك كثير ولكن لا اسمح بجرح مشاعر نرجس أمامي.
أتحبها أكثر من أمك
حبي لها نفس حبي لكي ..
خرج فيصل ودموع عينيه تنهمل بكى كثيرا" لم يتوقع تغير امة المفاجئ حاول أن يوقف الدموع أمسك بالهاتف وتصل برنجس..
رفضت أن ترد حاول عشرات المرات وهي ترفض..اتصل بأخيها فهد
رد عليه وسأله ما بال نرجس لا تريد أن تتكلم معه..فقال له أسأل أمك ماذا فعلت بها
وكيف جعلتها ترفض التكلم معك.
جن جنون فيصل من جديد صرخ بوجه لن اسأل غير نرجس أريدها هي من يخبرني .
فهد ولكن نرجس ترفض التكلم معك كيف سوف تسألها..؟
لا يهم كيف اذهب أنت الآن وأعطها الهاتف وطلب منها أن ترد علي
أعطاها الهاتف وطلب منها أتكلم معه ولو للمرة الأخيرة رفضت ورفضت ولكن أجبرها بكاء فيصل على الكلام.
قالت له أنا لست موافقة لا أريد الزواج
وأنت يا فيصل مائة بنت تتمناك ..قال لها وأنا من بين هذه المائة أريد واحدة فقط وهي أنتي .
ردت عليه وأنا لا أريدك
لا نرجس هذا ليس كلامك هذا كلام أمي وأنا أعرف أخبريني فقط مالذي طلبته منكي
قالت له لا تجبرني على قول شيء فلم تتطلب من أي شيء.
قال بل طلبت وهي من أخبرني بذالك قولي لي وإلا سوف أقتل نفسي الآن
خافت نرجس عليه وقالت له : لقد بعثت لي مسج قبل أن تأتي لطلب يدي بدقائق
وقالت فيه أنا لست راضية على زواجك من ابني وإذا تزوجك سأغضب عليه ليوم الدين
وأنتي يا نرجس أكيد ما تحبي أم تغضب على ولدها ويبعد من رحمتها ورحم ربه عليه.
فيصل أنا لا أريد أن تغضب أمك عليك بسببي وأرفض الزواج منك مادام أمك غير موافقة علي.
نرجس دعي أمي الآن لو لم يأتيك هذا ألمسج ماذا سيكون ردك موافقة أليس كذالك
نرجس أجل ..
حسن دعينا نتزوج ونرحل بعيدا" سوف أقدم لدراسة الدكتوراه بجامعة عين شمس بمصر
ونسافر مع بعض وأكيد بعدها سوف توافق أمي مصيرها الموافقة.
وأنا أرفض غضب أمك عليك.
نرجس دعي أمي وفكري بي فأنا أحبك ولا أريد أي فتاة غيرك أن لم أتزوجكي أنتي فلن أتزوج طيلة حياتي سأنتظر موافقتك كل يوم.
فكري معي

حسن" دعني أفكر لا أريد التسرع بقراري
حسن فكري وأنتظر ردك علي غدا"
فكرت وفكرت وفكرت أحست بملل والسبب التفكير أخذت دفتر مذكراتها وبدأت تكتب ما تهمس به أفكارهاااااااا
مالا أفكاري مسعورة الحال مطربة

لما الشرود بقراراتي ..

آه من قلبي أصبح يصرخ بحبك .. فكري جن بذكرك

سأظل أحبك ولي أخر يوم في حياتي ..

وحتى أخر دقيقة أعشها ..

أعذرني أن لم أقدر على تحدي جبني وضعفي..

أعذرني أن صار قراري رفض برفض

أحبك فيصل

أغلقت دفترها ودموع العين تنهمل بشدة لم يجف ماقا نرجس أبد

تركت كل شيء وفتحت جهازها لتتكلم مع صديقتها أفراح عبر المسنجر

أخبرتها باللي جرى لها

حزنت معها كثيرا"

ولكن طلبت منها الموافقة وبدون تردد والرحيل مع فيصل فهذا مستقبلهما وليس مستقبل أي شخص أخر.

قالت لها كيف أوافق وأمه ترفضني وأنتي تعرفي بأن نرجس ترفض الجلوس مع أحد يرفضها ولو شخص ما بين جماعة.

نرجس دعي الرفض الآن على جنب ونظري لحب فيصل فقط وما يقوله لك قلبك

وعقلك.

أخ من قلبي الهائم به وعقلي المجنون فيه ..

أفراح الله الله إذن توكلي ولا تخافي من شيء فأنا أرى حبك أصبح جنوني لا تدعي التردد يبعدكم عن بعض لا توجلي عمل اليوم للغد هيا اتصلي به وخبريه بموافقتك

نرجس هياااااا بسرعة

نرجس حسن حسن ..أفراح أنتي دائما مستعجلة وأنا قلبي اصبح يخفق بسرعة دعيني

أفراح لا نرجس علمود تفرحينه والله كاسر خاطر هوااااااااااااااااااية

اتصلت نرجس ومن أول رنة هاتف رد فيصل

مسا الخير نرجستي

ردت عليه صباح النور لالالا أقصد مسا النور

هههههههههههههه ضحك فيصل وبعدها قال : كيف حالك

ردت علية وبخجل الحمدالله

ولكن فيصل متشوق لسماع قرار نرجس قال أتمنى أن يكون قرار كي موافقة ..

ردت عليه

سأسافر معك ولو لي أخر دولة بالكورة الأرضية ..

نرجس ماذا تقولين

قلت موافقة

من شدة فرح فيصل صرخ بقوة جمع كل أخوانه حوله أخبرهم بموافقة نرجس فرحوا له وزفوا له التهاني والتبريكات

أخبرت نرجس صديقتها أفراح وهي بدورها أيضا" فرحت لها كثيرا" وباركت لهااا..

وقتها أم فيصل كانت تجلس خلف الباب..

لم تبارك له ولم تفرح حتى ، بل أصرت على رفضها العنيد قررت التكلم مع نرجس مباشرة .. لم يمضي يومان على الموافقة ..

توجهت أم فيصل لنرجس طلبتها وهي تصرخ بأعلى صوتها نرجس أخرجي .

خرجت نرجس ورحبت بها مثلما كانت تفعل من قبل قبلتها على رأسها وقالت أمي كيف حالك..

أبعدتها عنها وقالت أنا أم فيصل وإخوته فقط لست أمك .

لن اسمح لكما بالزواج

حظرت أم نرجس وقالت ولما العصبية لما أنتي ترفضين زواجهما ؟؟

لن يتزوج ابني أبنتك أبدا"

فابنتك مريضة وأنا أريد لي ابني زوجة تملك صحة وبنية قوية أبنتك نرجس لا تصلح لي ابني فيصل

لقد طلبت يد أبنت أختي .. وهي موافقة

وهذا قراري

سكتت أم نرجس

وسقطت نرجس مغمي عليها لم تتحمل كلامها الذي جرح مشاعرها لم تتحمل تصرفات أم فيصل ولم تصدق صدمة رفضها ..

جلست أم نرجس توقظها نرجس نرجس حبيبتي أنهضي نرجس بما تشعرين الآن ، لم تفتح عينها إلا بعد خمس دقائق

أجهشت بالبكاء وأمها تحضنها بقوة قالت لها نرجس حبيبتي لا عليكي لا تهتمي بكلامها فهي لم تقصد ما تقله .

نرجس لا أمي بل تقصد ألم تسمعي كلامها ترفض زواجي من فيصل ، والسبب مرضي أمي أنا راضية بحكم القدر

علي لا أريد الزواج لا أريد الزواج فالحياة ترفضني كما ترفضني أم فيصل لا أريد الزواج دعيه لي أصحاب الصحة والقوة .

دعكي من هذا الكلام الآن دعينا نرى رأي فيصل فهذا مستقبلكما أنتم وليس نحن

أمي لا

أتمنى له حياة هادئة لربما كلام أمه صحيح ،سأرفض فيصل مرة أخرى لأنني أحبه سأرفضه فغضبها يقتلني لا أريد له العذاب ولا اسمح بان يطرد من حب أمه.

الأم حبيبتي لا تجعلي اليأس يسيطر على قلبك أهدي الآن

.....................................

بعد وصول أم فيصل للمنزل طلبت التكلم مع فيصل أخبرته بما جرى وأنها كررت رفضها لرنجس وطلبت منه ألا يفتح هذا الموضوع لها .

تركته وبدون أن يبدي أي رأي له ولم تسمح له حتى بتكلم ..!!

لم يكن وقتها فيصل ينتبه لها ولكلامها كان كل فكرة يدور حول نرجس ماذا حل بها بعد أن سمعت كلام أمة لم يستطع فعل شيء كان يعرف أن نرجس سوف تصر على رفضه رغم الحب الذي تكنه له.

صمت فيصل لمدة أسبوع لم يتكلم بينا كان والده يحاول أن يهدي من روعه ويرفع من معنوياته ، ولكن فيصل كان يعيش بعالم الحزن والكتمان

حتى الدموع لم تخرج من عينيه .

حضر فهد وطلب يكلم فيصل جلس معه تكلم فهد وتكلم ولم يسمع رد من فيصل سؤ سؤال حزين قال له ..كيف حال نرجس الآن ؟

رد فهد الحمدالله بخير وهي تسلم عليك .

قال له فهد سوف أسافر ..سأله فهد إلى أين ستسافر ..؟؟؟

رد عليه إلى مصر فقد تمت الموافقة على تكملة دارستي ولن أرجع إلا بعد أنتها الدراسة ..لا تخبر أحد من أهلي حتى نرجس دعها تعيش حياتها بعيد عن ظلم أمي .

فهد لن أخبر أحد ولكن أوعدني بأن تتصل بي فور وصولك ووعدني بأن يكون بيننا اتصال لا تنسى ابن عمتك أنت تعرف بمكانتك عندي مهما حصل لن أفرط بك .

بعد أن رجع فهد للمنزل كانت نرجس تنتظره وهي ملهوفة لمعرفة أخبار فيصل سألته عنه قال لها الحمدالله فيصل بأحسن حال ، كتم حزنه وكلمها بروح مرحه جدا"

وفي اليوم التالي جاء اتصال من أب فيصل يسأل عنه . وطلب أن يكلم فهد أخبره بأن فيصل اختفى من المنزل ولم يترك خلفه أي رسالة .

أنكر فهد معرفته بمكان فيصل قال له خاله فهد أنت آخر شخص قابل فيصل رد عليه صحيح ولكن طول فترة مكوثي معه لم يتكلم معي ولم يرد علي ، إذا الصمت يتكلم هوه تكلم .

اتصلت زينب أبنت خالة فيصل بنرجس وقالت لها أنتي سبب اختفاء فيصل قولي إلى أين رحل قولي ماذا فعلتي به .لما تريدين التعاسة لنا

واعترفت بحبها .

نرجس لم تكن تعرف باختفاء فيصل ردت عليها أنتي تكذبين فيصل لم يختفي .

أرتفع صوت زينب قالت فيصل اختفى بسببك لم لم تختفي أنتي من الوجود دعينا نحيا بسلام .

رمت الهاتف من يدها وذهبت مسرعة تسأل فيصل هل صحيح ما قالته هذه المعتوهة ..

رد عليها أجل فقد اختفى فيصل خالي أخبرني الآن .

ولكن ربما فيصل خرج من المنزل وسيعود.

فهد لا صار له يوم كامل مختفي ولا أحد يعلم إلى أين ذهب ..

حزنت نرجس لفراق فيصل كثيرا" .

أم فيصل ألقت ألوم على نرجس ..الكل ظلمها باختفائه رغم انفصالهم عن بعض ولمدة أسبوع .

لم يستطع فيصل الرحيل دون أن يسلم على نرجس وفهد ..ففي الساعة الثانية ليل اتصل بفهد وأخبره أنه يقف أمام بوابة المنزل ..خرج فهد مسرع وقال له فيصل اين كنت ؟

رد فيصل لا يهم أين كنت جئت الآن لي أودعك فأنا راحل بعد قليل

لم يبقى على موعد الطائرة سوى ساعتين .

فهد فيصل فكر في الأمر ولا تتسرع برحيل .

لا فهد هذا قراري النهائي..واريد ان طلب من روئة نرجس قبل رحيلي

لا فيصل دع نرجس الآن ألم تقل لي أنك سوف تختفي عن الجميع إذن دعها هي أيضا.

فيصل دعني أنظرلها ولو من بعيد .. ألا يكفيني الشوق الذي سيقتلني لرويتها ، نادها وأعدك سوف اكون خلف البوابة .

يافيصل نرجس نائمة دعهااااا

رفض فهد لعل فيصل يتراجع عن قراره ولا يستسلم لجبروت أمه .

لم يتحمل فيصل رفض فهد ناداها بأعلى صوته ..نرجس أخرجي أريد أن اودعكي حبيبتي ..

لم تكن نرجس نائمة كانت تقبل بدفتر خواطرها ورسومات وصور فيصل سمعت صراخ فيصل فأسرع بنزول ..

كان البيت شبه مظلم أسرعت خطاها ملهوفة لرويته وعند نزولها من الدرج لم ترى الدرج الأول فسقطت نرجس من الأعلى للأسفل .

سمع فهد وفيصل صرخة نرجس أسرعوا بدخول وجدوها ممدة على الأرض دون حراك ، وضعها على حضنه وفيصل يصرخ نرجس ردي علي هل تسمعيني نرجس حبيبتي ردي .

خرج جميع من كان بالبيت أخذوها للمستشفى وهي فاقدة للوعي لم تتحرك ابد،بعد كشف الطبيب لها أمر بنقلها لغرفة العناية المركزة لوجود كسر بمواخرت الرأس ، لم يتحمل فيصل صدمة الخبر أغمي عليه هو الآخر جلس فهد بقربه حتى فاق .وعندما فتح عينيه سأل عن نرجس وهل الخبر صحيح رد عليه فهد الخبر صحيح ظل يلوم نفسه بسقوط نرجس .

ظلت بغرفة العناية لمدة يومين دون حراك..وفي اليوم الثالث فتحت عينيها وطلبت روية فيصل كانت أمها بالقرب منها طلبت منها أن تهدى حتى لا يتضاعف أللألم .

أصرت نرجس بطلبها .وقتها كان فيصل يجلس أمام باب الغرفة لم يتحرك له ساكن ظل واقف طيلة ثلاثة أيام.

نادته عمته أسرع لها أخبرته بطلب نرجس دخل للغرفة بشكل جنوني أمسك يدها وقال نرجس حبيبتي أنا آسف لما حصل لك بسببي

طلبت منه أن يسكت وقالت لم تكن أنت السبب هذا قدري أنا ..

فيصل عش حياتك فأنا راحلة وعلم أنني سوف أكون بالقرب منك كل يوم وسأظل أحبك بعالمي الثاني..سأنتظر قدومك لي هناك سوف نعيش بأمان.

تسارعت ضربات قلب نرجس طلب منها أن تسكت قالت له لا عدني أكمل .. عدني بأن تتزوج من بعدي ..ضغطت على يد فيصل بقوة كرر طلبه نرجس اسكتي ولا تتعبي نفسك فأنتي بأذن الله سوف تشفي ولن أتزوج أحد غيرك .

نرجس لا فيصل أوعدني بأنك سوف تتزوج وأن تعيش حياتك وطلبي منك أن تسمي أول طفلة لك نرجس.

لم يستطع فيصل كتمان الدموع ..

دعني أراك مبتسم قبل رحيلي لا تبكي فأنا معك ..اشتد خفقان قلب نرجس

ومازالت تطلب منه أن يبتسم ..طلبها الأخير هو توديعها بابتسامة منه.

ابتسم فيصل غصب عنه وابتسمت نرجس وقتها توقف قلبها عن الحركة.

بكى فيصل بكاء" مر حاول الدكتور والممرضات إنعاش قلب نرجس ولكن لم يستجيب لجهاز الإنعاش ..

رحلة نرجس وتركت ورآها قلب فيصل المحطم بضياع حبه رحلة وتركت خلفها ذكرياتها الجميلة ضحكتها الطفولية التي مازالت ترن بأذن فيصل

خوفها عليه سؤالها عنه لهفة وشوق رويتها له.

أي قلب سوف يتحمل انكساره وأي عقل سوف يصدق رحيل فكره .

لم يصدق رحيل نرجس عن الحياة ولم يحظر جنازتها ظل يردد نرجس لم تتركني سوف تأتي وسوف نعلن زواجنا وسنرحل للعبيد .سنعيش أجمل أيامنا معا.

ظل فيصل على هذه الحال عدة أشهر .. لم يتركه فهد كان معه طيلة الوقت

أقنعه برحيل نرجس وأخذه لروية قبرها الصغير الذي يحتضنها بحنان

بكى وبكى لعل البكاء يخفف من صدمته .

مرت الأيام وفيصل مازال على ذكرى نرجس ، لم يتكلم مع أحد غير فهد

حتى عندما قدمت أمه تعتذر له عما حدث وأخبرته أنها نادمة أشد الندم لما حصل لنرجس .

كان جاوبه لها هو الصمت .

فبعد مرور تسعة أشهر على وفاة نرجس قرر الرحيل عن الوطن .

الكل حاول أن يقنعه بالبقاء لم يستمع لهم سافر لأنه أصبح يرفض روية كل من حوله .

سافر فيصل وأخذ معه ذكرياته الجميلة مع نرجس ، وقلبه المكسور لفقدانها.

مرت خمس سنوات لرحيله وبعدها عاد للوطن وبيده نرجس

طفلته الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها الإثنى عشر شهر .أحتفل بعيد ميلادها بالقرب من قبر نرجس الحبيبة .

النهاية

.....................................

همسة غروبية

لا تترك من يحبك ويتمنى قربك وترك من أحببت ويتمنى هو بعدك..

لا تستسلم لظروف الحياة ..أقهرها بكل ما تملك من قوة .

أبتسم ولي آخر لحظة من حياتك

مع تحياتي

الكاتبة : غـــــــروب الشمس

عاشت ايدك غروب
على القصه